ليلة رعب في أوكرانيا.. روسيا تمطر كييف بمئات المسيّرات و17 صاروخًا باليستيًا
شهدت أوكرانيا ليلة هي الأعنف منذ أسابيع، بعدما شنّت القوات الروسية هجومًا واسعًا استخدمت فيه مئات الطائرات المسيرة وعشرات الصواريخ، مما أدخل العاصمة كييف وعددًا من المدن في حالة استنفار شامل. وأعلنت القوات المسلحة الأوكرانية صباح اليوم السبت أنّ الدفاعات الجوية واجهت موجة غير مسبوقة من الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة ومواقع متعددة في أنحاء البلاد.
ووفقًا لبيان سلاح الجو الأوكراني، فقد أطلقت روسيا نحو 653 مسيّرة هجومية خلال ساعات الليل، إلى جانب 51 صاروخًا متنوعًا من بينها 17 صاروخًا باليستيًا. وأكّد البيان أنّ وحدات الدفاع الجوي تمكنت من إسقاط 585 مسيّرة واعتراض 29 صاروخًا من الصواريخ المجنحة والباليستية.
وتعد هذه الموجة واحدة من أكبر الهجمات التي تنفذها موسكو منذ بداية الحرب، إذ استهدفت مواقع عسكرية ومدنية في وقت متزامن وبكثافة كبيرة لإرباك الدفاعات الأوكرانية.
وأشار سلاح الجو إلى أن الهجوم أسفر عن إصابات مباشرة في 29 موقعًا نتيجة الصواريخ والمسيّرات، إلى جانب تساقط حطام مسيّرات مدمرة في ثلاثة مواقع إضافية. وقد تسبب ذلك في اندلاع حرائق وتضرر منشآت صناعية وسكنية، خصوصًا في المناطق الشرقية والوسطى من البلاد.
وبحسب مراسل القناة، فقد شهدت عدة مدن حالة من الذعر بعد سماع انفجارات متتالية استمرت حتى ساعات الفجر الأولى، فيما لجأت السلطات إلى تشغيل صافرات الإنذار مرات متتالية لتحذير السكان.
وفي تطور موازٍ، أكدت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجوم الروسي استهدف البنية التحتية للطاقة في ثماني مناطق، مما أدى إلى انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي. وشملت الأضرار محطات توزيع الكهرباء وخطوط النقل ومحولات رئيسية، ما تسبب في توقف الخدمة عن آلاف المنازل والمنشآت.
وأوضحت الوزارة في بيان عبر منصة تليجرام أن "فرق الطوارئ بدأت فورًا أعمال إصلاح عاجلة في المواقع التي تسمح الظروف الأمنية بالوصول إليها"، مشيرة إلى أن مهندسي الطاقة يعملون على إعادة الخدمة تدريجيًا رغم استمرار المخاطر الجوية.
ورغم كثافة الهجوم، قالت السلطات الأوكرانية إن مستوى اعتراض المسيّرات والصواريخ يعكس فاعلية أنظمة الدفاع الغربية التي حصلت عليها كييف خلال العامين الماضيين. لكنها حذرت من أن استمرار الهجمات بهذا الحجم يضع عبئًا كبيرًا على القدرات اللوجستية وعلى مخزون الدفاعات الجوية.
كما شددت الحكومة الأوكرانية على ضرورة دعم المجتمع الدولي لتعزيز منظومة الدفاع الجوي، مؤكدة أن روسيا تسعى من خلال هذه الهجمات إلى ضرب البنية التحتية الحيوية وإغراق البلاد في الظلام خلال فصل الشتاء القاسي.






